كتابات وآراء


26 يناير, 2017 03:19:00 م

كُتب بواسطة : فريده احمد - ارشيف الكاتب





يضربها ويعنّفها ويهين كرامتها وآدميتها, ومع ذلك كلما ذهبت لبيت أهلها عادت إليه بعد ضغوط وتدخلات وهي تحمل في أحشائها طفله. وكلما تسألها عن السبب, تقول: لأضمن أن لا فكاك له مني إن أكثرت الإنجاب. متبعةً بذلك نصائح والدتها ومن يكبرنها سناً.

للأسف الكثير من النساء في العالم العربي وتحديداً في مجتمعنا اليمني, تعتبر أنها كلما أنجبت دزينة من الأطفال لن يتخلى عنها زوجها بسهولة, نظراً للمسؤولية الكبيرة التي تعتقد أنها تلقيها على عاتقه, وكأن الأطفال "مسامير" لتثبيت الزواج, وما عدا ذلك غير مهم .. حتى لو كان على حساب أن تهمّش نفسها وتتخلى عن راحتها وكرامتها وإنسانيتها.

كما أن الكثير من العادات والتقاليد وبعض الموروثات الثقافية في مجتمعنا خصوصاً في الأرياف, تلعب دور كبير في حرمان المرأة من حقوقها وقلة توعية النساء بها, وأحياناً طغيان السلطة الذكورية يسبب خوف لدى المرأة وربما حياء يجعلها تستلم نظراً للجهل وقلة التعليم وأيضاً بسبب الظروف المادية الصعبة التي تمنعها من العودة لأسرتها, ويتم استغلالها من قبل زوجها على هذا الأساس.

لذا نشر ثقافة حقوق الإنسان تعد ذات أهمية بالغة, خصوصاً حقوق المرأة يجب أن تتحملها إلى جانب الأسر منظمات المجتمع المدني, عبر إقامة العديد من المشاريع التوعوية واستقطاب النساء بشكل أوسع لمثل هذه الأنشطة التي تساعد على إخراج المرأة من قوقعة الاستسلام والخمول, وانطلاقها لإثبات نفسها وتفعيل دورها في المجتمع بصورة أكبر.