كتابات وآراء


09 فبراير, 2017 07:57:00 م

كُتب بواسطة : سماهر الضامن - ارشيف الكاتب


يضحكني ويبكيني أيضا أننا في الألفين وصباطعش، ما زلنا بحاجة للحديث عما تحدثت عنه النسويات من سنة جد جدي.. ذات المشكلات، ذات الثيمات، ذات المعضلات.. يبدو لي أحيانا من العبث أن نتحدث من الأبراج الأكاديمية حول جماليات الفن، وثيمات الرواية، وتقنيات السينما، وأبعاد الشعر، والتثاقف، ومابعد الحداثة، والثقافة الشعبية، والاستيلاء الثقافي، وما شئنا من مصطلحات، بينما لم نتجاوز بعد مشاكلنا البدائية كأن يفكر رجل أن من حقه أن يكون "حرا"، لكن وجود "امرأة حرة" في مجاله الفيزيائي أو النفسي يفزعه ويطيش بصوابه...

المرأة "الحرة"، المستقلة، مالكة أمرها ورأيها وحياتها وقرارها وميزانيتها وسيارتها، المرأة التي لا يهمها رأيك فيها، ولا تكترث بحكمك عليها، التي لا تتخفى ولا تتقنع، الواضحة والواثقة في سلوكها،،، تلك امرأة خطيرة، قد تكون فاسدة ومفسدة، قد تكون عاهرة وسهلة أيضا، قد تكون سببا في فساد زوجتك أو اختك وابنتك. وبما أنك الرجل القادر على التفكير السليم، وصاحب الامتياز وحدك بتقدير الصواب والخطأ، فإن من واجبك ومن مقتضيات رجولتك أن تزيل هذا الخطر.. لا تسمح لزوجتك أو ابنتك أن تصاحب امرأة لا تكذب ولا تتقنع، قد تتأثر أخلاقهن، قد يتعلمن مواجهتك بما اعتدن فعله من وراء ظهرك.. قد يتعلمن الصراحة والوضوح لا سمح الله.. ابق ظهرك محميا يا سيدي النبيل، ابق رأسك مدفونا في أوهامك، وابق عائلتك محمية من خطر "امرأة حرة".